الشجار بين الأطفال و كيفية التعامل معه(the fight with children)

الشجار بين الأطفال وكيفية التعامل معه(the fight with children)

شجار الأطفال إحدى الوسائل لإثبات الذات والسيطرة ويرى اخصائين تربية الطفل  أن شجار الأطفال ونزاعهم أمر طبيعي ما لم يزد عن حده،فالطفل الأكبر يحاول السيطرة على باقي إخوته فيتشاجرون، ويحاول الأطفال الأولاد السيطرة على البنات و هكذا.

فعلى الرغم من أنها أمور مُزعجة بالتأكيد، فإنك قد ترتاحين قليلًا إذا علمتِ أن للشجار فوائد،فهى فرصة جيدة لتعليم أبنائك مهارات إدارة الخلاف، وتدريبهم على بعض المهارات الاجتماعية كالمشاركة واحترام الدور واحترام الرأي الآخر، لا يعني هذا بالتأكيد أن نتمنى مزيدًا من شجار الأطفال، لكنها إشارة مهمة إلى إمكانية وضرورة استغلال هذه المعارك بشكل تربوى يضيف إلى مهارات أبنائك ويقوى روابط الحب بينهم.

 

و سوف نعرض هنا أهم أسباب الشجار مع إيجاد حلول لها :

 

 مُمارسة القيادة من أحد الأخوة:

مُمارسة القيادة من الطفل الأكبر عندما يُطلب منه أن يعتني بأخيه الأصغر دون تَعليمه طُرقًا محددةً للقيام بذلك، وعلاج هذه المشكلة أعطي طفلك الأكبر تعليمات محددة لكيفية الاعتناء بأخيه الأصغر،واشرحى له أن أخاه الأصغر يقتدي به ويريد أن يكون مثله، ونفس الوضع بالنسبة لمُمارسة القيادة ومحاولة سيطرة الولد على البنت لمجرد أنه ولد فيجب وضع حدود وضوابط معينة فى التعامل.

اشتراكهم فى كثيرمن الأشياء:

كثير من الأوقات يكون سبب الخلاف اشتراكهم فى كثير من الأشياء اشتراكهم فى غرفة واحدة ،ألعاب واحدة واشتراكهم فى الكثير من الأشياء ،ويظل كلًا منهم يحاول إلقاء المسؤولية على الآخر لتبرئة نفسه أمام الوالدين،مثل مسؤولية من أحدث الفوضى فى الغرفة وعلى من يجب ترتيبها  من أضاع الألعاب ومن قام بكسر الأشياء،طفل يريد أن ينام وآخر لا يريد النوم ويقوم بازعجه، طفل يذاكر و الآخر يلعب ويحدث ضوضاء بجانبه.

وحل هذه المشكلة فصل الأشياء على قدر المستطاع لحل النزاع مع ضرورة وجود أشياء مشتركة لكى يتعلم الطفل المشاركة و التعاون أنه لا يعيش وحده فى هذه الدنيا و يجب عليه مراعاة الآخرون،مثلا نفصل أماكن النوم بوجود سريرين منفصلين وإن كان المكان ضيقا يكونوا سرير بدورين ليأخذ كلًا منهما راحته أثناء النوم و لكن مع ضرورة وجود غرفة مشتركة لتعلم روح المشاركة،فصل بعض الألعاب و الأدوات الخاصة بكل منهم وتحمل كلًا منهما مسؤولية الأشياء الخاصة به ،مع ضرورة وجود أشياء مشتركة بينهما فى الألعاب و الأدوات لتنمية روح المشاركة و التعاون .

عدم العدل بين الأبناء:

أحيانا يكون الأهل هم السبب لعدم العدل بين الأبناء مما يؤدى إلى العديد من المفاسد أهمها : أنها توغر صدور بعضهم على بعض؛ ولذلك لا ينبغي أن يكون الوالد أو الوالدة في التصرفات والأعمال على تفضيل ولدٍ على ولد، وإنما يكون كلٌ منهما على تقوى الله عز وجل، فيجب أن يحسنوا إلى الجميع، سواءً كان ذلك التفضيل من الجانب المعنوي، أو الجانب الحسي المادي.

أَعْطَانِي أبِي عَطِيَّةً، فَقالَتْ عَمْرَةُ بنْتُ رَوَاحَةَ: لا أرْضَى حتَّى تُشْهِدَ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتَى رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: إنِّي أعْطَيْتُ ابْنِي مِن عَمْرَةَ بنْتِ رَوَاحَةَ عَطِيَّةً، فأمَرَتْنِي أنْ أُشْهِدَكَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: أعْطَيْتَ سَائِرَ ولَدِكَ مِثْلَ هذا؟ قالَ: لَا، قالَ: فَاتَّقُوا اللَّهَ واعْدِلُوا بيْنَ أوْلَادِكُمْ، قالَ: فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ. صحيح البخاري

وقد تكون هناك موجبات خاصة استثناها بعض العلماء من العدل، فقالوا: إذا كان أحد الأولاد يتعلم أو يقوم على أمر من الأمور المختصة به، يحتاجها لصلاح دينه أو دنياه، فلا بأس أن يخص بالعطية مثل أنه يحتاج نفقة أكثر على علاج أو تعليم أو ماشابه ذلك.

 التوقف عن المقارنة بين الأبناء:

و من أهم أسباب الخلاف و الشجار بين الأخوة المقارنة المستمرة بينهم فإذا كان المربُّون حريصين على سَلامة أبنائهم من العُقد النَّفسية، ومركبات الشعور بالنقص، وآفات القلوب؛ من حِقد وحسد وفساد طويَّة، يجب أن يتوقفوا عن المقارنات المستمرة بين الأخوة،واخفاء مشاعرهم تجاه بعض الأبناء إذا كان يحب أحدهم أكثر من الآخر. ؛ ولذلك حصل ما حصل بين يوسف وإخوته؛ لأنهم قالوا: «لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا» (يوسف:8)

ترتيب المهام الخاصة بهم:

من أسباب الخلاف بين الأبناء الخلاف على القيام ببعض المهام الخاصة بالمنزل مثل ترتيب بعض الأشياء و تنظيفها،وحل هذه المشكلة توكيل كل واحد بمهمات تخصه وحده لفض النزاع بينه و بين أخواته و هو المسؤل و المحاسب عنها أمام الوالدين على أن تكون المهام متساوية بين الأبناء،أما بالنسبة للمهام التى يكون فيها ثقل على النفس و يصعب تقسيمها  تكون بالتبدال بينهم،وبعض المهام تقسم بالسن فالكبير له مهام و الصغير له مهام،وبعض المهام توكل للأكثر مهارة بها و يعلم أنها وكلت إليه لأنه يفعلها بمهارة و الأخ الثانى يقوم بما يتقنه من مهارات مثال هذا البنت تتقن خياطة الملابس وإصلاحها و غسل الأطباق أما الولد  تصليح السباكة و الكهرباء مع حمل الأشياء الثقيلة لأنه ذات عضلات أقوى و شراء احتياجات المنزل وهكذا.

تعليمهم ضبط النفس و التوقف عند الغضب:

من أسباب المشاكل بين الأبناء أن يكون أحدهما أو كلايهما به طباع العصبية الزائدة و سريع الغضب فيجب أن يتعلم الأبناء محاولة السيطرة على الغضب والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم،عن سلمان بن صرد رضي الله عنه قال : استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم وأحدهما يسب صاحبه مغضباً قد احمر وجهه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم“ (رواه البخاري 3108 ، الفتح 6/337 ومسلم 2610 ).

 ويجب أن يعلموا أن الغضب  من الأخلاق المذمومة المنهى عنها و من أسباب نفور الناس من معاملتهم،و أنهم سوف يخسرون أصدقاء كثير و فرص عمل،و يحدث لهم الكثير من المشاكل فى حياتهم إن لم يتوقفوا عن هذا السلوك البغيض،و أن تدريب النفس على التحكم فى الغضب مع أخوته سوف يعود عليه بالفائدة لكى يتدرب على ضبط النفس مع أصدقائه و فى عمله و فى حياته بشكل عام.

وعليهم اتباع هدي النبى صلى الله عليه وسلم في التحلم والتبسم في مواطن الغيظ والغضب للنفس

{فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ) ال عمران 159

( وإنك لعلى خلق عظيم ) [القلم : 4] 

( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) [التوبة : 128 

( واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ) [الشعراء : 215] 

و لتعرف عن وسائل التحكم فى الغضب ننصح بقراءة هذا الموضوع :

علاج الغضب و العصبية الزائدة(How to control anger)

 أهمية قراءة قصص الأنبياء للأطفال:

ومن أهم أسباب العلاج لهذه المشكلة التعلم الدائم من قصص الأنبياء وما حدث بين ابني نبى الله آدم ،وكذلك ما حدث بين نبى الله يوسف وأخوته و هذا بسبب الغيرة والحسد فنعلم الأولاد أن لا يحسد الأخ أخوه أو أخته و أن كل واحد منهم به ما يميزه عن الآخر،فلنذكر ما أنعم الله به علينا من نعم و نكف عن النظر للآخرين،ويجب أن يعلموا أن الحسد ذنب يحاسب من يفعله وهو من التسخط وعدم الرضا عن عطية الله .

 

وعلى الجانب الآخر نحكى لهم قصة أنبياء الله موسى وهارون وكيف طلب نبى الله موسى من ربه أن يشدد أزره بأخيه كما جاء فى سورة طه وسورة القصص:

﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا﴾(25 : 35).سورة طه

 ﴿وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ*قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ﴾[ سورة القصص 35,34]

 

لم يستحى موسى عليه السلام أن يقول أن أخيه أفضل منه وأفصح منه فى النطق وكان سبباً فى أن هارون عليه السلام أصبح نبياً وأعطى شرف النبوة وقال الله لموسى عليه الصلاة والسلام:(سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ) أى سنقويك بأخيك،(وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا) (53)سورة مريم.

التعلم بالقدوة :

وأخيرا يجب أن نعلم أن من أهم الأمور لعلاج هذه المشكلة أن يحرص الوالدين على أن يكونوا قدوة لأولادهم فى تعاملهم مع أخوتهم و أقاربهم ،فلا يصح أن يرى الطفل مشاعر الكراهية والعداء بين الأب أو الأم مع أخوتهم وفى نفس الوقت نطلب منهم أن يكونوا متحابين فالعدواة بين الإخوة تورث إلى الأبناء و وبئس الميراث.