rel='' f f

القائمة الرئيسية

الصفحات

صفات جبريل عليه السلام(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ)


  صفات جبريل عليه السلام(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ)

The angel Gabriel the soul



إنّ اختيار واصطفاء جبريل عليه السّلام ليكون الموكّل بالوحي يدلّ على مكانته العالية عند رب العالمين .

( اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) [الحج : 75]

ذكر جبريل في القرآن الكريم باسمه صراحة في ثلاثة مواضع، وهي كالتالي:

: {قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}. سورة البقرة (آية: 97)

- وفي نفس السورة السابق ذكرها (آية: 98): {مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ}.

- وفي سورة التحريم (آية: 4): {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ}.



و ذكر بوصفه الروح عدة مرات :


قال تعالى: ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴾ [الشعراء: 193، 194].

 

وهو روح القدس؛ كما قال تعالى: ﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ ﴾ [النحل: 102].


 (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ) (38) النبأ)


(تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سورة القدر 


{ تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} المعارج اية 4


كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرى جبريل :


رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على صورته الملائكية التي خلقه

الله عليها مرتين .


الرؤية الأولى : كانت في الأرض في بداية الوحي ، ونزلت عليه بعدها سورة المدثر .

و هى المذكورة فى في قوله تعالى: ( وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ )[ التكوير: 23


فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ – أي انقطاع - الْوَحْيِ فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ : (فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ السَّمَاءِ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي ، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، فَجَئِثْتُ مِنْهُ رُعْبًا فَرَجَعْتُ ، فَقُلْتُ : زَمِّلُونِي ، زَمِّلُونِي ، فَدَثَّرُونِي ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ – إلى – والرجز فَاهْجُر) رواه البخاري (4641) ومسلم (161) .


وأما الثانية وهي المذكورة في قوله :( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى )  [النجم: 13-15]، عندما عرج به إلى السموات العلا فى رحلة الأسراء و المعراج.


وقد ورد في صحيح مسلم: ((أن عائشة رضي الله عنها سألت الرسول صلى الله عليه وسلم عن هاتين الآيتين فقال صلى الله عليه وسلم: إنما هو جبريل، لم أره على صورته التي خُلق عليها غير هاتين المرتين )).


و فى الحديث قال صلى الله عليه و سلم ((رأيته منهبطاً من السماء، سادّاً عِظَمُ خَلْقه ما بين السماء إلى الأرض)).

(وسئلت عائشة رضي الله عنها عن قوله تعالى: ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى [النجم: 8]، فقالت: إنما ذلك جبريل عليه السلام، كان يأتيه في صورة الرجال، وإنه أتاه في هذه المرة في صورته، التي هي صورته، فسدّ أفق السماء) 


وورد في صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود أنه قال: (رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل له ستمائة جناح ).


صفات حبريل عليه السلام :

قال الشّيخ ابن عثيمين رحمه الله: 

وقد كان لجبريل عليه السّلام من الصّفات الحميدة العظيمة من الكرم، والقوّة، والقرب من الله تعالى، والمكانة، والاحترام بين الملائكة، والأمانة، والحسن، والطّهارة؛ ما جعله أهلاً لأن يكون رسول الله تعالى بوحيه إلى رسله قال الله تعالى:{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِين (21ٍ)} [التّكوير:19- 21]

وقال:{عَلَّمَه شَدِيدُ الْقُوَى(5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7)} [النّجم:5-7]

{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ ﴾ [النحل: 102].

وقد بيّن الله تعالى لنا أوصاف جبريل الّذي نزل بالقرآن من عنده وتدل على عظم القرآن وعنايته تعالى فإنه لا يرسل من كان عظيما إلا بالأمور العظيمة ).

الشّرح:


وقد ذكر المؤلّف رحمه الله صفات جبريل عليه السّلام كعادته على سبيل اللفّ والنّشر، فذكرها أوّلا مجملةً، ثمّ ذكر أدلّة كلّ صفة من هذه الصّفات.

- فذكر صفة الكرم ، ودليلها قوله تعالى:{ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}، والكريم هو الفاضل المتحلّي بصفات الكمال كالشّرف والمجد والرّفعة.

ومن أعظم الكرم أنّه لا يبخل ولا يكتم ما أمره الله تعالى بإيحائه إلى أنبيائه، كما قال تعالى:
{وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}[التكوير:24]، والضنّ - بالضّاد - هو الشحّ.

- ثمّ صفة القوّة، ودليلها قوله تعالى:{ ذِي قُوَّةٍ}، وجبريل أعظم الملائكة على الإطلاق، وفي صحيح البخاري عن ابنِ مسعُودٍ رضي الله عنه: أَنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (( رَأَى جِبْرِيلَ، لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ )).

- ثمّ صفة القرب من الله عزّ وجلّ، ودليلها قوله تعالى:{ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ}.

- ثمّ صفة الاحترام من الملائكة، ودليلها قوله تعالى:{مُطَاعٍ ثَمَّ}ا]: هناك في الملأ الإعلى، فهو أفضل الملائكة، والسّفير بين الله تعالى ورُسله جميعاً.

- ثمّ صفة الأمانة، ودليلها قوله تعالى:{أَمِين}، وقد قرئ قوله تعالى:{وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} بالظّاء، والظّنين هو المتّهم.

والملائكة كلّهم أُمناء، ولكنّ الله تعالى اختار أفضلهم وأعظمهم، ليناسب ذلك تنزيل أعظم الكتب على أعظم الرّسل، فجمع الله لهذا الكتاب العظمةَ من جميع الوجوه.  

- ثمّ صفة المكانة الرّفيعة عند الله، ودليلها قوله تعالى:{مَكِينٍ}، كما قال تعالى عن نبيّ الله يوسف عليه السّلام:{وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ}، وقال الملِك:{ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ}.

- ثمّ صفة الحسن، ودليلها قوله تعالى:{ذُو مِرَّةٍ}، والمرّة هي الحسن وكمال الخِلقة، وقيل: كمال العقل، فجممع الله الحسن من جميع الوجوه.

- ثمّ صفة الطّهارة، ودليلها قوله تعالى:{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ}، والقدُس - بضمّ الدّال ويجوز تسكينها - هو المطهّر من كلّ عيب.

قال رحمه الله: ( وقد بيّن الله تعالى لنا أوصاف جبريل الّذي نزل بالقرآن من عنده وتدل على عظم القرآن وعنايته تعالى؛ فإنّه لا يرسل من كان عظيما إلا بالأمور العظيمة )

أي: إنّ اختيار واصطفاء جبريل عليه السّلام ليكون الموكّل بالوحي يدلّ على منزلة القرآن الكريم.

وهذه رسالة إلى أمّة الإسلام لتعُظّم  ما عظّمه الله تعالى، وأن ترتفع إلى مستوى ما رفعه الله عزّ وجلّ. 

وختاما 

نختم بهذا الحديث الذى يدل على مكانة جبريل عليه السلام :

 ( إِذَا أحَبَّ اللَّهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحْبِبْهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ ) .
رواه البخاري

شرح الحديث :
أن الله تعالى إذا أحب شخصاً نادى جبريل ، وجبريل أشرف الملائكة ، كما أن محمداً صلى الله عليه وسلم أشرف البشر . و أهل السماء هم الملائكة .

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع