زياداتٌ لا أصلَ لها في أدعيةٍ مأثورة
عن البراء بن عازب عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم(إِذَا أتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ علَى شِقِّكَ الأيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ وجْهِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولَا مَنْجَا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بكِتَابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ، فإنْ مُتَّ مِن لَيْلَتِكَ، فأنْتَ علَى الفِطْرَةِ، واجْعَلْهُنَّ آخِرَ ما تَتَكَلَّمُ بهِ. قالَ: فَرَدَّدْتُهَا علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللَّهُمَّ آمَنْتُ بكِتَابِكَ الذي أنْزَلْتَ، قُلتُ: ورَسولِكَ، قالَ: لَا، ونَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ.
صحَّحَ له رسولُ اللهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ وسَبَبُ الرَّدِّ إرادةُ الجَمعِ بيْن المَنصِبَينِ «النُّبوةِ والرِّسالةِ»، وتَعدادِ النِّعمَتَينِ، وقيلَ: هو تَخلِيصُ الكَلامِ منَ اللَّبْسِ؛ إذ الرَّسُولُ يَدخُلُ فيه جِبريلُ عليه السَّلامُ ونَحوُه. وقيل: هذا ذِكرٌ ودُعاءٌ، فيُقتَصَرُ فيه على اللَّفْظِ الواردِ بحُروفِه؛لذلك يجب ألا نزيد على ماورد فى دعاء النبى صلى الله عليه وسلم ومع الوقت لا يستطيع الناس التفرقة بين ماورد عن النبى صلى الله عليه وسلم وما زاد عن الدعاء.
وقد ثَبَتَ هذا الدعاء مرفوعاً إلى النبي ﷺ عن غيرِ واحدٍ من الصّحابة بدون زيادة (والأبصار).
2-قولُ: "لا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفَةَ عين ولا أقَلَّ مِن ذلك".
عن النبي ﷺ أنه قال: « دَعَوات المكروب: اللّهم رحمتَكَ أرْجُو فلا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفَةَ عين، وأصلِحْ لي شأني كُلَّهُ، لا إله إلا أنت».
فزيادةُ (ولا أقَلَّ مِن ذلك) لا أصْلَ لها في هذا الحديث.
3- قولُ: "اللهم إني أسألـُك مِنْ خيرِ ما سألـَك منه عبدُك ونبيُّك محمد ﷺ وعبادُك الصالحون"، وكذا في التَّعَـوُّذ .
فزيادةُ (وعبادُك الصالحون) في السؤالِ والتَّعَـوُّذ لـَمْ تَرِدْ عن النبي ﷺ .
4- قولُ: "اللهم إنك عفوٌّ كريم تُحِبُّ العفوَ فاعْفُ عني".
والكريم: اسمٌ مِن أسماء الله الحُسْنى، لكنْ لـَمْ يَثْبُتْ في هذا الموضِع ولا أصْلَ لهُ في هذا الحديث، كما قرَّرَهُ الشيخ : بكر أبو زيد - رحمه الله - في كتابه [تصحيح الدعاء - ص ٥٠٦] .
5- قولُ: "اللهم أنتَ السلام ومنكَ السلام، تبارَكْتَ وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام".
الحديث بهذا اللفظ: « اللهمَّ أنت السلام ومنك السلام، تبارَكْتَ يا ذا الجلال والإكرام».
قال الشيخ: بكر أبو زيد - رحمه الله - في كتابه [تصحيح الدعاء - ص ٤٣١] : "وأمَّا زيادةُ لـَفْظ (وتعاليتَ) بعْدَ لـَفْظ (تبارَكْتَ) فلا تَثْبُتْ في هذا الحديث.
6- قولُ: "أستغفِرُ اللهَ العظيم مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ عظيم ".
قد ثَبَتَ في السُّنة صِيَغٌ كثيرة للإستغفار ليسَ في شيءٍ منها التقييدُ بالذنبِ العظيم، بل صَحَّ عن رسولِ الله ﷺ أنهُ كان يقول في سجودِه: «اللّهم اغفر لي ذنبي كلَّهُ، دِقَّهُ وجِلَّهُ، وأوَّلَهُ وآخِرَهُ، وعلانيَتهُ وسِرَّهُ». [رواه مسلم].
7- قولُ: "ربنا آتِنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار يا عزيز يا غفار" -بين الرُّكْن اليماني والحَجَر الأسود- .
فزيادةُ (وأدخلنا الجنة مع الأبرار يا عزيز يا غفار) لا أصْلَ لها، كما قرَّرَهُ الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في
[فتاواه ٢٢ / ٣٣٢]
وفي كتابه
[الشَّرْحُ المُمْتِع ٧ / ٢٤٨]
8-قول:"اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آتِ محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محمودا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد".
فزيادة( إنك لا تخلف الميعاد ) الواردة في بعض روايات حديث جابر في الدعاء عقب الأذان، وقد ثبت الحديثُ في الصحيحين دونَ هذه الزيادة.
تعليقات
إرسال تعليق