هل قوة الذاكرة تختص بأشخاص دون غيرهم أم تحتاج إلى تدريب

 هل قوة الذاكرة تختص بأشخاص دون غيرهم أم تحتاج إلى تدريب

لا شك أنه يوجد فروق فردية وانه يوجد بعض الناس عندهم قدرة على الحفظ أكثر من غيرهم .

و لكن ليس معنى ذلك أن بقية الأفراد لا يقدرون الوصول لذلك بالتدريب و العكس ،هذا الشخص الذى منحه الله قدرة عالية على الحفظ لو لم يحافظ على ما وهبه الله من نعمة و ينميها و يستغلها استغلال جيد سوف يفقد هذه الميزة.

التدريب و الاجتهاد :

قد رأيت كثيرا بحكم عملي كمعلمة تعاملت مع كبار و صغار و رأيت أن الالتزام بشيء على الدوام و الاهتمام بتنمية الذات يجعل صاحبه يفوق الأشخاص ذو القدرات العالية بالرغم من ضعف قدراته الا انه التزم و اجتهد فحصل على ثمرة جهده .

و قمت بتدريس إخوة في بيت واحد بنفس الظروف البيئية و نفس نوعية الطعام و نفس أماكن المذاكرة  بل ربما يكونون توأم بمعنى أنهم كانوا في نفس رحم الأم و نفس الفئة العمرية .

لكن دائما صاحب الاجتهاد العالي يفوق صاحب الذاكرة القوية  لأن الأول يعلم ضعف قدراته فيجتهد و الآخر يعتمد على ذاكرته القوية فيركن إليها ويعتمد عليها  و يغتر بنفسه و لا يجتهد .

الارتباط بالثواب في الآخرة و دخول الجنة:

(إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا) سورة الكهف اية 30

دائما ارتباط النفس بالثواب فى الآخرة يكسب الإنسان راحة نفسية لأنه يعلم أنه لو لم ينال ثواب اجتهاده في الدنيا سوف يكافئه الله عليه في الآخرة .

و أن عدم وصوله لأهدافه لا يعنى ضياع مجهوده و ضياع وقته، فيظل يعمل و يجتهد على اطمئنان أنه بين يدى حكيم خبير سوف يختار له الأنسب و الأفضل دائما ،قال تعالى ( وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى * وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ) سورة النجم من 39إلى 42 .

البعد عن المشتتات:

-التشتت وضعف التركيز آفة هذا العصر إصابة الأطفال بتشتت الانتباه وضعف التركيز نتيجة تعرضهم للشاشات بكثرة، و لأوقات طويلة متصلة مثل الموبايل وشاشات التلفاز واللاب توب، وما تحويها من برامج وألعاب تضعف التركيز وتسبب التوتر العصبي وضعف الانتباه ومن ثم تؤثر في قوة ذاكرة الطفل وتسبب سرعة النسيان عند الأطفال.

 

الطعام الصحى :

- سوء التغذية وإهمال تناول الوجبات الصحية الغنية بالحديد والأوميجا 3 والماغنسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم، يؤثر بشدة في قوة ذاكرة الطفل، فنظام الطفل الغذائي ينعكس على أدائه الذهني.

راقبي ما يتناوله طفلك وستعرفين سبب سرعة النسيان عند الأطفال، إذا كان لا يتناول الخضراوات والفواكه والبروتين ويشرب الماء بشكل كاف دوريًا.

ويستبدل بكل ذلك وجبات المطاعم السريعة والسكريات والمواد المصنعة فبالتأكيد سيؤثر ذلك في ذاكرته بالسلب.

الإجهاد و القيام بالعديد من المهام:

الإجهاد: من الأسباب المهمة التي ربما لا يلتفت لها الأبوان لدى الأطفال هي الإجهاد، إذا كان طفلك يعاني من الإجهاد فبالتأكيد سيعاني من سرعة النسيان.

وسبب الإجهاد ربما يكون الضغط الجسدي والعصبي بإلحاق الطفل بعدة رياضات مختلفة في الوقت نفسه مع مهام الاستذكار والدراسة والتحصيل وصولًا إلى التفوق مع المهام العائلية الملقاة عليه، كل ذلك ربما يعرض طفلك للإجهاد البدني والذهني بالتأكيد.

عدم النوم بشكل كافي:

يلعب النوم دوراً مهماً في راحة الدماغ و تقوية الذاكرة و يساعد في ترتيب و تجميع و ترتيب كافة المعلومات التي حدثت خلال اليوم بما في ذلك الأمور المطلوبة غداً و الذكريات و غيرها.

اجعل النوم لساعات مناسبة أولوية لا تتنازل عنها. تختلف عدد ساعات النوم المناسبة من شخص لآخر و لكنها في المتوسط تكون بين 7-8 ساعات يومياً.

الأمراض وعلاقتها بضعف الذاكرة :

فمن الطبيعي إذا كان الإنسان متعب و مريض أن يؤدى ذلك لعدم تركيزه و ضعف ذاكرته بعكس لو كان معافا سليما يكون تركيزه أقوى .

فلو إنسان يعانى دائما من صداع الجيوب الأنفية  أو آلام الأسنان و الاكتئاب و مشاكل الكلى و الغدد أو أي مرض يجب عليه معالجة هذه الأمور . 

لا تهمل في صحتك إذا كنت تعاني من أمراض مزمنة و تابع توصيات طبيبك المعالج

كلما اهتممت بصحتك, كلما زادت قدرة ذاكرتك على الأداء.

فكيف للإنسان دائما يشتكى الصداع و الإرهاق والتعب أن يقوم بالتركيز بكفاءة عالية مثل لو كان صحيحا معافاة .

و سنعرض بإذن الله في مقال آخر تمارين و عادات لتقوية الذاكرة.