ماهي مبطلات الصيام
ومفسداته
السؤال: ما هي مبطلات الصوم؟
الإجابة: مُبطلات الصوم هي المُفطرات، وهي :
- الأكل، والشرب.
- وما بمعنى الأكل والشرب.
- الجماع .
- وإنزال المني بشهوة.
- والقيء عمداً.
- وخروج الدم بالحجامة.
- وخروج دم الحيض والنفاس.
- حقن الدم في الصائم ، كما لو أصيب بنزيف فحقن بالدم و هي عملية نقل الدم للمريض بمعنى أن يعطيه الطبيب دما لنقص الدم عنده ، فإنه يفطر لأن الدم هو غاية الغذاء بالطعام والشراب.
ومن الطبيعي ان من يضطر لأخذ المحلول أو نقل الدم فهو مريض مرض شديد لا يتحمل معه الصيام فيفطر و يقضى صومه فيما بعد .
القيء عمداً:
أي أن يتقيأ الإنسان ما في بطنه حتى يخرج من فمه، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَن استقاء عمداً فليقض، ومن ذرعه القيء فلا قضاء عليه"، والحكمة في ذلك أنه إذا تقيأ فرغ بطنه من الطعام، واحتاج البدن إلى ما يرد عليه هذا الفراغ، ولهذا نقول: إذا كان الصوم فرضاً فإنه لا يجوز للإنسان أن يتقيأ لأنه إذا تقيأ أفسد صومه الواجب.
خروج الدم بالحجامة:
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أفطر الحاجم والمحجوم".
لأن خروج الدم يضعفه .
و لكن هذه المسالة محل خلاف بين العلماء لهذا الحديث
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم "احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم" أخرجه البخاري في كتاب الصيام، باب الحِجامة والقيء للصائم .
وجه الدلالة منه: وقوله "رخص"، دليل على أنه كان ممنوعًا، ثم رخص فيه، فهذا حجة لِمَن قالوا بأن آخر الأمرين هو الرُّخصة بالحجامة للصائم.
كذلك حديث أنس رضي الله عنه أنه سُئِل: أكنتم تكرهون الحجامة للصائم؟ قال: "لا، إلاَّ من أجل الضَّعف" أخرجه البخاري، في كتاب الصيام، باب الحجامة والقيء للصائم.
أي: لم يكونوا يكرهون الحجامة؛ لأنها تفطر، ولكن كانوا يكرهونها خشيةَ أن يضعف الصائم فيفطر.
لذلك المرجعية هنا هي الحالة البدنية للشخص و قوته البدنية و هل يتحمل ذلك أم أنه يضعفه .
وفي معنى إخراج الدم بالحجامة التبرع بالدم لأنه يؤثر على البدن كتأثير الحجامة .
وعلى هذا فإن اضطر أحد للتبرع بالدم يفطر بذلك لأن خروج الدم يضعفه ، ويقضي ذلك اليوم .
خروج دم الحيض والنفاس:
لقول النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة: "أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم"، وقد أجمع أهل العلم على أن الصوم لا يصح من الحائض، ومثلها النفساء.
وهذه المفطرات وهي مفسدات الصوم لا تفسده إلا بشروط ثلاثة، وهي:
1ـ أن يكون عالما غير جاهل .
2ـ ذاكرا غير ناس .
3ـ مختارا غير مُكْرَه.
و الأدلة على ذلك من القرءان :
لقول الله تعالـى: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَـٰنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَـٰفِرِينَ}، فقال الله تعالـى: "قد فعلت"،
و لقوله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَـٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}.
ولثبوت السنة في ذلك. ففي الصحيحين عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه لما نـزل قوله تعالى: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ وَلاَ تُبَـٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَـٰكِفُونَ فِي الْمَسَـٰجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}، جعل تحت وسادته عقالين أبيض وأسود، وجعل ينظـر إليهمـا، فلمـا تبين له الأبيض من الأسود أمسك، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بما صنع فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما ذلك بياض النهار وسواد الليل"، ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء، لأنه كان جاهلاً بالحكم، حيث فهم الاۤية على غير المراد بها،
وفي صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: "أفطرنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم، ثم طلعت الشمس" ولم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالقضاء؛ لأنهم كانوا جاهلين بالوقت حيث ظنوا أنهم في وقت يحل فيه الفطر، لكن متى علم أن الشمس لم تغرب وجب عليه الإمساك حتى تغرب، ومثل ذلك لو أكل بعد طلوع الفجر يظن أن الفجر لم يطلع، ثم تبين أنه طلع فإنه لا قضاء عليه، لكن متى علم أن الفجر لم يطلع وجب عليه الإمساك.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه" لكن متى تذكر، أو ذكره أحد وجب عليه الإمساك.
و لكن من أهمل فى تحرى الوقت و استهان فعليه القضاء في أصح قولي العلماء، وعند أكثر أهل العلم مع الإمساك في رمضان.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"
ومَن حصل له شيء من المفطرات بلا قصد فصومه صحيح ولا إثم عليه، مثل أن يتمضمض فيبلع شيئاً من الماء بلا قصد.
تعليقات
إرسال تعليق